كثـر
الحديث هذه الأيام عن الثورات الشعبية بوطننا العـربي وان اختلفت الرسالة
والهـدف فالمضمون كله واحد أو تحت غطاء واحد, تحسين المستـوى المعيشي
للمواطن . هكذا كان الريات مرفـوعة وان كان البعض يقـول انها من اجل الحرية
والكرامة الا ان المضمون الرئيسي هو يئس المواطن العربـي من حالته
المعيشية وربما شعوره بالادلال و عدم اخذه الحق الكـامل من ثروته المشروعة .
انا احد الشـباب العـربي أعيش في الوطن العربي إذا حالـي لا يختلف على
حال الكثيرين هنا وهمي هو مهمكم , كم من ليلة جلسة في طاولة العشاء رفقة
عائـلتي وفتحنا موضوع فكـاني تهجمي كله على الوطن الغالي ومن يحكمونه وان
كان الامر واضح ان غضبي من ممن يحكمون الوطن لا الوطن , كما من مرة جلست مع
اصدقـائي و بقينا نحاسب دون المحكمة تجاوزات المسؤولين والسرقات العلنية و
التلاعب بأموال الشعب والانتهاكـات .
لكـني لم اجد نفـسي أتغيـر و دائما ألوم النـاس ولا ألوم نفـسي , ألوم
الوطـن و لا ألوم نفـسي , ففي إحـدى الليالي قـررت فيها أن لا أشـاهد
التلـفزيون و أن أخلو في ظلمة حالكة اراجع أوراقـي وجدت نفـسي شـابا ذو صحة
جيدة وعقـل سليم ومستوى دراسي عالي يمكنه ان يصبح أفضـل فكان أول سـؤال :
ماذا قدمت انا للوطن ؟ وكان السؤال الذي يليه : ماذا قدمت نفـسي ؟ والسـؤال
الثـالث : ماذا قدمت لديني ؟
أسئلة كدت أدرف الدموع بسببـها لأنني أدركت أنني مهمل في الثـلاث فلا هو
الله ولا هو الوطن ولا هي نفسي أعطيتهم حقهم . خلقـني الله في هذه الدنيـا
لأعبده فلم أحسن ذلكـ , و أحتضني الوطن لأحتمله واضحي من أجله فلم أفعل من
أجله و وهبني ربي هذه النفس لأكرمها فلم أفعـل . أهملت نفـسي فأهملت
الثلاث , نعم أنا لست السكير ولا الزاني ولا السارق والراشي ولكن هذه
الامور لوحدها ليست كـافية .
قبـل ان أٌطـالب بثورة شعبية قد يستغلني البعض لقضـاء أموره عليا ان
اطالب بثورة داخل نفسي .أبدأ بتغيـر أفكـاري و اقوم بواجباتي كما ينبغي ان
كنت طالـب فعليا ان أسعى بأن أكون مخلص لدراستي وان اكون الأول فحتى ان لم
استطع فعلى الأقل حاولت وان كنت عامل فعليـا ان اكون مخلصـا مهنة وان اعامل
النـاس وكأنني عبدا عندهم لاهم عبـادا عندي وكلنا عباد لله سبحـانه .
اعاهد نفـسي ان لا أدفع الرشـوة وان رسبت مرارا وتكرارا في الامتحانات
والتربصـات , اعـاهد نفـسي ان اخلـص لوطني ولديني ولنفـسي . فلنغيــر أنفسيــنا قبل أن نغيـر غيرنــا
كلمـات : عابر سبيل في هذه الدنيـا